إن استطالة الطغاة من رعاع المسلمين الذين يحاولون إعادة الجاهلية المسحوقة، والليل المظلم إلى أمتهم، ممن يريدون أن يستأصلوا شأفة الإسلام ويُستكوا صوته.
الذين لا يستمعون إلى كلمة الحق لأنهم يدركون أن ليس لديهم ما يدفعون به هذه الكلمة، وسيركزون مستقبلاً – أعني قريباً - على شل فاعلية الإعلام الدعوي ، ولن يلقوا لآراء المصلحين بالاً مهما كثرت أعدادهم ، أو بُحت أصواتهم. كيف لا ! وهم مسحورون بحضارة التغريب.
إلى متى نعيش هذه المهازل؟ فمزالق الإنسانية الكبرى تبدأ بقطرة ، والزمان كفيل بمن هاجت أهواءهم ، ولو خضع الكون لهم، لاختلت الموازين ، فسبحان القائل : (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ))[المؤمنون:71].
لم يعد همكم الحرية وسفور النساء والاختلاط، واحتلال عقول الشباب، وتعطيل قدراته، لم يعد همكم إن يربى أبناءنا وبناتنا على الفحش والدعارة، بل تعداه إلى أنكم تريدون من الأمة أن تقع في حبائل الكفر والشرك والإلحاد، وهذه فرصتكم ، فلقد اخترتم الوقت المناسب، أنتم وأولياءكم الذين سُحرتم بهم .
عندما رأيتم من شبابكم وفتياتكم جيلاً شارداً عن الحق، لوثت أفكاره أجهزة الفسق والدمار فورثت لنا جيلا ً أضاع للصلاة، وتمرد على الأمهات والآباء، وقلوبا مبلدة عن الحق، ذبلت تكاليفهم الشرعية قلتم في أنفسكم : فلنخرجهم من تراثهم القديم وننشئ جيلاً، يُحشر في زمرتهم – نعوذ بالله - فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وسبحان الله القائل (( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ))[الحجر:92] (( عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[الحجر:93] وإننا لا نعتقد أن هذا ما وصلت إليه أذهانكم فأنتم أبرياء، أنتم لا تريدون إلا الحرية فقط أنتم تملكون المواهب وتملكون القدرات ولكن قد تُجمد العقول أحياناً في حين أنها صعدت إلى القمر.
إن هذه مخططات من هم أشد منكم مكراً، فلقد وجد اليهود والنصارى موطئ قدم لهم في بلادنا؛ أرض مفروشة بالفل والريحان ، جهزها لهم – أنتم – ففي حين أن أعمالكم عشوائية.
أما بالنسبة لهم فهي ثمرة جهد حثيث يبذله هذا الغرب المسعور فهنئياً لكم يوم أن كسبتم مودتهم فقد دنوا كثيراً من أهدافهم والله تعالى يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ))[آل عمران:118].