ثمرة الدعوة إلى الله ونتائجها
لا شك أن كل عمل من أعمال الخير لا بد أن تكون له آثار طيبة ونتائج حميدة ، والدعوة إلى الله من أجل أعمال الخير ، وهي وظيفة الرسل وأتباعهم ، فلها آثار حميدة منها : امتثال أمر الله تعالى بقوله : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ وبقوله : وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ قوله : فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ . والأمر للرسول صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ما لم يدل دليل على اختصاصه به ، فكما أنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالدعوة فأمته مأمورة بذلك ، بل قد أمرها الله بذلك في قوله : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ .
ومنها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله على بصيرة ، ومن لم يدع كان اتباعه ناقصا ، ومنها : تبليغ دين الله إلى الناس وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : بلغوا عني ولو آية . ومن لم يبلغ ما علمه من دين الله كان كاتما ، وقد توعد الله الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى باللعنة . ومنها هداية من أراد الله هدايته بسبب الدعوة وحصول الأجر العظيم لما دعاه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
(الجزء رقم : 31، الصفحة رقم: 166)
ومن لم يقبل الدعوة قامت عليه الحجة واستحق القتال .
وفي الختام أسأل الله أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، وينصر أولياءه ، ويخذل أعداءه ، ويهدي ضال المسلمين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .