حبايبي الحلوين : لا بد أن نعلم أن الاسلام دعوة أخلاقية مؤسسسة على حسن الخلق فحسن الخلق هو الامر الذي يقوم علييه الاسلام ولذا قال سيد الانام صل الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم صالح الاخلاق" وعندما نتعايش مع أخلاق النبي صل الله عليه وسلم نجد أن حسن الالخلاق لا يقتصر على البسمة الحانية والكلمة الطيبة فقط ... بل سنجد حسن الخلق يشمل على:


حسن الخلق مع الله ... وحسن الخلق مع الرسول صل الله عليه وسلم ...حسن الخلق مع كتاب الله –جل وعلا- ...حسن الخلق مع الملائكة ...حسن الخلق مع الله..


حسن الخلق جامعة كل ذالك فمن أراد منكم أن يكون من الفائزيين في الدنيا والآخرة فعليه أن يتحلى بأخلاق الرسول صل الله عليه وسلم فهو أسوتنا وفدوتنا فتعالو بنا بقلوبنا وأرواحنا مع أخلاق الرسول




اخلاق الرسول صل الله عليه وسلم الحلقة الاولى : البشاشة




الخلق الاول:



البشاشة وطلاقة الوجه






حبايبي الحلوين وها هو خلق من أعظم أخلاق رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ألا وهو خلق البشاشة وطلاقة الوجه



فنحن في أشد الحاجة لأن نتخلق بهذا الخلق من أجل أن تتآلف وتتصافح القلوب قبل الايدي ومن أجل أن يعرف الناس أن ديننا ليس فيها عبوس ولا غلظة وإنما هو دين الرفق واللين والبسمة والرحمة



كان صل الله عليه وسلم أكثر الناس تبسما



ولكي تكتمل الاسوة الحسنة والقدوة في النبي صل الله عليه وسلم فلقد استوعبت أحواله كل أحوال البشر .زوكان من بينها أنه كان مبتسما بشوشا بل كان أكثر تبسما .


كان النبي صل الله عليه وسلم أكثر تبسما وضحكا في وجوه أصحابه وتعجبا مما تحدثوا به وخلطا لنفسه بهم ،ولربما ضحك حتى تبدو نواجذه


عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه


أنه قال :ما حجبني رسول الله صل الله عليه وسلم منذ أسلمت ،ولا رأني الا تبسم في وجهي ولقد شكوت اليه أني لا أثبت على الخيل .زفضرب بيده على صدري وقال :"اللهم ثبته واجعله ".



كان يبتسم في أحلك الاحوال




وكان النبي صل الله عليه وسلم يبتسم حتى في أحلك الاحوال ..فها هو صل الله عليه وسلم في أرض الجهاد يبتسم ويضحك مع أصحابه لينسيهم ما بهم من جراحات .


روى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: لما كان رسول الله صل الله عليه وسلم بالطائف قال: إنا قافلون غدا إن شاء الله ،فقال ناس من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم :لا نبرح أو نفتحها .فقال النبي صل الله عليه وسلم فاغدوا على القتال فغدوا فقاتلوهم قتالا شديدا وكثر فيهم الجراحات ،فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :إناقافلون غدا إن شاء الله قال : فسكتوا...فضحك رسول الله صل الله عليه وسلم



كان يتعرض للايذاء ويبتسم !!!



بل كان النبي صل الله عليه وسلم يتعرض للايذاء أحيانا فيبتسم في وجه من يؤذيه بتألقفقلبه فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يغضب لنفسه أبدا و إنما كان يغضب لله .


و ها هو موقف من المواقف المؤثرة التي تحكى لنا كيف كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يغضب لنفسه أبدا .


ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و عليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجيذ بردائه جبذة شديدة . قال أنس فنظرت إلى صفحة عانق النبي صلى الله عليه و سلم و قد أثرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته , ثم قال : يا محمد , مر لي من مال الله الذي عندك , فالتفت إليه فضحك , ثم أمر له بالعطاء .



كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبسط وجهه حتى مع الأشرار



لقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يبسط وجهه حتى مع شرار الخلق من أجل أن يعلمهم السلوك العملى للأخلاق في هذا الدين العظيم عسى أن يقتدوا به صلى الله عليه و سلم فتتحسن أخلاقهم ..... و من ناحية أخرى كان صلى الله عليه و سلم يفعل ذلك اتقاء شر هؤلاء الاشرار ..... و لكنه كان يفعل ذلك أولا لدعوة الناس من حوله و ليعلمهم درسا عمليا في الأخلاق العالية .


ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إن رجلا استأذن عن الرسول صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال : (( بئس أخو العشيرة و بئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه و سلم في وجهه و انبسط اليه فلما انطلق للرجل قالت له عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا و كذا , ثم تطلقت في وجهه و انبسطت اليه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا عائشة متى عهدتني فاحشا ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ))



مان يبتسم إذل حدث خير لأمته



و لقد كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا جاءه الوحي يخبره بأي خير جاء من عند الله ( جل و علا ) لتلك الامة المباركة يفرح فرحا شديدا و يرى الناس البشر و السعادة على وجهه صلى الله عليه و سلم .



عن أبي طلحة الانصاري رضي الله عنه أنه قال : جاء النبي صلى الله عليه و سلم يوما ما و هو يرى البشر في وجهه . فقيل : يا رسول الله , إنا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه ؟ قال : (( أجل إن ملكا أتاني فقال لي : يا محمد إن ربك يقول لك : أما يرضيك أن لا يصلى عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا , و لا يسلم عليك ألا سلمت عليه عشرا ... قال : قلت : بلى )) .



موقف طريف



و ها هو موقف يوضح لنا كيف كان النبي صلى الله عليه سلم سهلا لينا لا تفارقه البسمة لكنه كان يضعها في موضعها .


عن أي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه و سلم , وعنده نسوة يسألنه و يستكثرنه و عالية أصواتهن على صوت النبي صلى الله عليه و سلم فلما استأذن عمر رضي الله عنه تبادرن الحجاب , فأذن له النبي صلى الله عليه و سلم فدخل و النبي صلى الله عليه و سلم يضحك , فقال : أضحك الله سنك يا رسول الله , بأبي أنت و أمي فقال : أعجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب )) . فقال : أنت أحق أن يهبن يا رسول الله . ثم قبل عليهن فقال : يا عدوات أنفسهن , أتهبنني و لم تهبن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلن : إنك أفض و أغلظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم , قال :رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إيه يا ابن الخطاب , و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك )) .



اللهم حوالينا و لا علينا و ها هو موقف آخر طريف يحدث للنبي صلى الله عليه و سلم فقد جاءه أعرابي و هو صلى الله عليه و سلم يخطب الجمعة فطلب من النبي صلى الله عليه و سلم أن يستسقي لهم فقد أجدبت الأرض فدعا النبي صلى الله عليه و سلم فنزل المطر أسبوعا كاملا لا ينقطع ... و إذا بنفس الرجل يأتي الى النبي صلى الله عليه و سلم في الجمعة التي تليها يطلب منه أن يسأل الله ( جل و علا ) أن يحبس عنهم المطر فقد غرقو , فضحك النبي صلى اله عليه و سلم .


ففي الصحيحين : عن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة و هو يخطب بالمدينة فقال : قحط المطر , فاستسق ربك فنظر الى السماء و ما نرى من سحاب . فاستسقى فنشأ السحاب بعضه الى بعض.