الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله
مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا .. من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً
مرشدا ..و أشـهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه
سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم
الـخـبــيـر .. ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .
ربـي اشرح لي صــدري و يســر لي أمــري و احــلل عقــدة من لســاني يفقــهوا قــولي ..
فإن أصــدق الحــديث كــتاب الله تعــالى و خير الــهدي هــديُ محمد صلى الله عليه و سلم ..
و شــر الأمــور مــحدثــاتها و كــل محــدثة بدعة و كل بدعـة ظـلالة و كل ظـلالة فــي النار ..
فاللــهم أجــرنا و قــنا عذابــها برحمتــك يا أرحــم الراحميــن
أسباب التحرش الجنسي
حث الإسلام منذ ظهوره قبل أربعة عشر قرنا على احترام الغير وحرم الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال ، وقد أضاف بعض علماؤنا في الجانب المقاصدي للشريعة الإسلامية حفظ العرض وادخاله ضمن ضرورياته ، أي أنه أصبح محرما هتكه بأي شكل من الأشكال ، كما بينت الشريعة الإسلامية عدة طرق للحفاظ عليه كالحجاب وغض البصر ...
لقد كثر في الآونة الأخيرة ما يسمى بالتحرش الجنسي ، الزمن الذي نعيش فيه يتضمن ذكور من غير رجال يعتبرون أنفسهم حداثيون تقدميون أحرار ، بدافع الحرية الشخصية يدع عيناه تجول في الشوارع باحثا عن فريسةتغدي شهواته المكبوتة وكأننا في عالم الغابات ، فانتشرت جميع أنواع الفواحش منها التحرش الجنسية .
لقد أصبح موضوع التحرش الجنسية موضوع رئيسي على مستوى الدولي نظرا لتزايده المتسمر بمرور السنوات، وقد تحول الآدمي الى كاميرات من الطراز الرفيع يرصد جميع تحركات الفتيات المسلمات، صغيرات وكبيرات ، محجبات وغير محجبات ، الى يجد فريسته ويراها بكامل مواصفاتها، بعدها يبدأ مسلسل الإغواءات بجميع أنواع الكلام السلس من أجل إوقاعها في المصيدة، وقد يصل الأمر حتى نهايته إذ يمكن أن ينقض عليها ويهتك عرضها طوعا أو كرها .
لقد أصبحت جميع الفتيات المسلمات معرضة للتحرش الجنسي من قبل أناس ضعفين الإيمان، وقد آل الأمر حتى بالفتيات المتزوجات وذلك بسبب انغلاق بصيرة المتحرش أي أصبح لا يفرق بين المتزوجةوغير المتزوجة، وكذلك حتى المنقبات لم يسلمن من الأمر إلا انه نادرا مقارنة مع الفتيات الأخريات الغير منقبات ، ولعل اخطر أمر هو ما قاله أحد الأصدقاء أن فتاة تعرضت للتحرش مع والدتها!!!.
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله بالكتاب وسنته . فالقرآن الكريم هو غذاء روح الإنسان وهو سبب من أسباب زيادة الإيمان وذلك من خلال قراءته وحفظه وأن يلتزم بما فيه ، فإذا ابتعد الإنسان عنه أصبح معرض لضعف الإيمان، فمن كان قلبه ممتلئ به فإنه لا يستطيع أن يخرج تلك الكلمات الجارحة من فمه حيث يخاف على نفسه خسران الآخرة . وجاء في السنة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة، وكذلك الدين المعاملة ، فقد أصبحنا اليوم لا نقوم بالواجب الديني الذي هو النهى عن المنكر والأمر بالمعروف، فلابد من المعاملة الحسنة عند تعاملك مع اولئك الأشخاص أي عند نهيك عن هذا المنكر التحرش الجنسي وكذلك وجب نصحهم بما هو ضروري باللين والكلام الحسن.
قبل أن نلقي اللوم على الذكور لابد من الوقوف عند بنات المسلمات، حيث أننا نجد أغلبهن على الهيئة الأروبية ، تاركة القيم الإسلامية، حيث أنها تلبس اللباس الضيق الذي يظهر مفاتن جسمها وحركاته المثيرة وغيرها من المسائل التي تثير شهوة المتحرش ، وفي الأخير تجدها تتذمر من التحرشات الجنسية وتلقي اللوم على الذكور مهملة جنسها . ولما تتحدث عن ملابسها تقول هذه حرية الشخصية . فإن كانت هذه حريتك الشخصية فاعلمي كذلك ان للمتحرش حريته الشخصية . فالله سبحانه وتعالى فرض عليك في كتابه الكريم الحجاب وحرم التبرج الجاهلية فيه ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم في سنته الخالدة مواصفات لباس المرأة بقوله"لا يكشف ولا يصف ولا يشف" فكل لباس يحمل تلك المواصفات لباس يجوز لبسه .
أما الذكور فغالبا ما يلقى عليه اللوم بكونه لا يغض بصره ، وهو سبب من اسباب التحرش الجنسي ، إذ يرى كل انواع الفتيات وكل أنواع حركات الجسم فيسيل لعابه مما يرى فيجد نفسه مضطرا الى اطلاق جمل الغزل بجمال الفتيات أو بلباسهن أو بمشيتهن ... ، ولكنه لا يعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل للطريق حقوق من بينها غض البصر . وكذلك من أسباب التحرش الجنسي انعدام قواعد الأخلاق ، حيث من أهم قواعدهعامل الناس بالطريقة التي تود أن يعاملوك بها أو أن يعاملوا بها عائلتك ، حيث أنك اذا جعلت نفسك في موقف الطرف الآخر ما كنت لتصدر تلك الكلمات أبدا لما فيه من الحرج والضيق ، ويمكن ان ندرج في هذا المجال حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء ذلك الشاب يستأذن للزنا فقال له النبي صلى الله عليه أتحبه لأمك ؟ أتحبه لأختك ؟ ... حيث قياسا عليه يمكن ان نقول هل تحب ان يتحرش شخص ما بأمك بأختك ... ؟
فالله أسأل أن يهدي المسلمين جميعا وشباب وبنات المسلمين وأن يردنا إلى دينه مردا جميلا